رجع الصدى..... وطن نص للأديب هيثم الاسدى

رجع الصدى ....وطن

سافرت دون أن أضمد جراحي
دون أن أصحو من سباتي
تركت العاصفة خلفي
قيود تجمد بوحي
وبائعي الوطن كالورق والأحبار والحروف
هل تم نعيك ياوطن 
نعم ياصديقي
نعم لقد بعنا تاريخنا ورموزنا
بعنا ديننا وتاريخنا ونخيلنا وارضنا
فكيف لا نبيعك ياوطن
لقد صحونا من غفوتنا
لنخيط علما تجمدت فيه الروح
ونخيط رمزاً من حجر
ونقول أنه هذا الوطن
كذبنا ونكذب وبقينا نحن
نقول بأن لنا وطن ولكن
صادرناه في وقت المحن
في ساعة مبكرة من الزمن 
بلا أمل ...
فلا حبات مطر تفرح زرعي
ولا سيف يسرق هذا الذل من عيني
فكيف أطربك وكيف أعطيك مالا أملك 
كيف لي أن أرى الربيع يرقٌص فراشاتي
سافرت وأنا جائع
الوطن ضريبة في عنقي
بين أهتزازات قلبي
حملت إمرأة وتاريخ وعشق يلتهم شوقي
أرى الخبز وأرى حفنة من الكلام وارى حفنة رعاع 
وارى عروسة تحمل على أكتاف الموائد
وأصوات تشرب الليل
أين الهروب ؟
لبست الصبر يسترني !
هاجرت وكابرت
وكنت أنا الحصار
حيث النوم في واحة الدم
والذل كالوشم يهتك الندم
عودي أيتها الأيام الماضية
كبري بالله أكبر
لمسة منك تحييني
كوني العزف على ناي قلبي
لا تهجري يمامتي
منها لبست وشاحي
وتقلدت وجه الغضب وشم فوق ساعدي
وأنتقيت ردائي
فأنتِ المنفى
وأنت العودة
فكيف أحرق أنتمائي وأعود إليك
فأنت صباحي ومسائي
وأنت نغمة شمس متعافية
وانت الصوت حين يطرب فجري

هيثم الأسدي
العراق بغداد