لهيب الشوق نص للشاعر أحمد جيجان

لَهيب الشَّوقِ
————-
مرَّ يومٌ على المشوقِ فلمّا أَقبلَ الليلُ أَجمَلَ استقبالا
و خَلا يَعرضُ  الأزاهير ألواناً
و يُزَجّي رسومه أشكالا
جاهِداً لا يَمَلُّ شُغلاً ولمّا وقفَ الشغلَ راحَ يشكو الملالا
وهوَ في كلِّ لحظةٍ يلحَظُ الأبوابَ ما إنْ يرى عليها خَيالا
فَاسْتوى يائِساً وقال كيف تنسى ذاتُ المطالِ المَطالا
ثمّ هَوى إلى الرسالة يستوضحُ أسطرها  هدىً  أمْ ضلالا
وإذا دَقَّةٌ على دَفَّةِ الشّرفة جالَتْ بمسمعيهِ  فَـجالا
وارتمى خارج المكان فلم يُبصرْ سوى نفسه ، فدار خِبالا
و انثنى راجعاً وفي النّفس ما فيها وفي العينِ دمعٌ يَتلالا
غير أنْ شدَّ ما جثا حين ألفاها بإيوانهِ تَميسُ اختيالا
وهيَ تَرنو لغيرِ شيءٍ و قد أَوْلَتْهُ صدّاً مُزَوَّراً و دلالا
ثمّ قَضَتْ من الصَّمتِ ما شاءَتْ وساءَ الفتى مع الصمت حالا
نَوَّمـتْـهُ بنـظرةٍ  و بـأُخـرى أيـْقَظَتـْه و أقْبَـلتْ إِقبــالا
فانبرى يُفرغُ الأزهار أسْماطاً عليها و يلثُـم الأذيــالا
و أرادَتْ به الذي قد أرادَتْــهُ فَألقَتْ وِشاحها ادلالا
و بَدا جِيدُها وما حَمَلَ الصّدرُ فمـا شِـئْتَ رَوعةً و صِقـالا
مثْـلما قَلُصَ الكَمام عن الزهرة فاستَرْسَلَتْ شذىً وجَمالا
أو كمـا مَـزَّقَتْ غَلائلَها الشّمسُ فأغَضَّتْ لها العيون كِلالا
ضَلَّ رُشد الفتى فأَقبلَ يرعاها كما لو رعى البخيلُ مالا
ومضى يَعرِضُ الصّبابَةَ شَرْحاً وهي تَعرِضُ الصِّبا إجمالا
ورأتْ طَرسَها إليهِ فَهَمَّتْ تشعلُ النار تحتَهُ إشعالا
وتلاقى اللهيبُ والخَدُّ فيها مثلما صادَفَ المِثال المِثالا
فإذا شُعلتان في فَحمة الليل قد اِمْتـازَتا لظىً واشتِعالا
ثمّ قالت له وقد خَبَتِ النار كذا جِئْتَ فاضْرِبِ الأمثالا
إنّ حبي شرارةٌ ، فلَهيبْ ، فَرمادٌ فهل تُطيقُ احتمالا ؟
قال ، بل أرضى هواكِ هواناً وأرى ذُلَّتي به إجلالا
إنّ الذي أرى من نعيـمٍ فوق شأو الخيالِ مهما استطالا
إنّها في الكرى وإنّ الرائي لِأطياف حلمها تتوالى
قالت ، الآنَ يا فتى دُنْـتُ بالحُسنِ وآمنتُ بالهوى فتعالا
ثمّ غابا بِجوفِ سيارة زرقاء لَمْ تَـأْلُ في الظلام انْسِـلالا ...
*********************
أحمد جيجان _ دمشق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لا أدري نص للشاعر عبدالرحمن محمد

سأبدأ بوصفك نص للشاعر عبد الرحمن محمد

خايف أهمس للقمر نص عامية للشاعر عبدالرحمن محمد