قصة طويلة للأديب عبد الستار محي

 (قصة طويلة)


رأيتني فى تلك الليلة، أقف على شفا حفرة عميقة قد نصب عليها خيطا دقيقا من المعدن اللامع يمتد عبر الهاوية باستقامة حادة تثير الفزع..

وقفت اتطلع إلى هذا العائق وأنا ارتعد من الخوف.

وعلى مقربة مني وقفت شرذمة من الخلق تتوالى علية،

وكلما همّ أحدهم بالسير فوقة

هوي كقطعة الحجر، وتواري فى القاع الرهيب دون صوت ارتطام أو صدى،..

كانت اطرافي تتشنج، واسناني تصطك بصوت عال،

وأنا استطلع الهاوية عساي أجد حلا يمكنني من اجتيازها.

كنت افكر، وافكر

ماذا أفعل؟ وكيف اعبر الهاوية الي الناحية الأخرى؟

وما هذا المعدن اللامع؟

ولماذا يهوي كل من يعبر؟

أسئلة كثيرة تزاحمت فى رأسي وانا ازحف على اطرافي الأربعة زحف الخائف الوجل، 

وسمعتهن، وسمعتهن يتضاحكن بصوت مجلجل

تقول إحداهن لناظرتها :_

إن صاحبك يخشى من عبور الصراط فساعدية،،.

فأقبلت ترفل فى سحابة من الضوء

شعرها ينسدل على كتفيها فى رقة ومهارة مدهشة

عيناها واسعتان تظللهما أهداب سوداء طويلة، وتطل َ

منهما زمردتان فى لون غريب عجيب،...

انفها ينحدر مستقيما دقيقا إلى ما فوق شفتيها

أما شفتاها فهما عبارة عن كرة حمراء من الدم احاطت بفمها الرقيق الجذاب،....

لم استفيق إلا على صوتها وهى تناديني بأسمي

ألا فانهض لكني رحت اتظاهر بالوهن

فأقبلت تأخذ بيدي وتنهضني

وأنا اساقط منها عن يمين وشمال

اخيرا قالت :_

وماذا بعد

قلت

إن اردتي سلامتي فاحمليني على ظهرك

قالت كيف؟

قلت

أن أضع يدي على كتفيك فتمسكين بهما وتحمليني وبطني إلى ظهرك

ونهضت لأريها ذلك

فتشبثت بي ولم تدعني انزل عنها

لقد نسيت فى نشوة عطرها وجسدها الوثير ما نحن مقبلون علية، وتمنيت لو طال الصراط كثيرا وانا على هذا الوضع

لكن اجتياز الصراط لم يستغرق منها ثوان معدودات

كنت اتنفس فيها عطرها الذي يحمل رواء الجنة فتخيلت نفسي اطير عبر ابهائها

لكن شوقي لم يطل إذ وجدتها تناديني بصوتها الغريد

لقد عبرت بك الصراط فانزل عني؟!!!!!!!

ونظرت فوجدتهاتقف بي على الأرض الجرداء مرة أخرى

فزدت التصاقا بها

لكنها لم تفكر في القائي عنها

وظللت لفترة على هذا الوضع

حتى رأيت صويحباتها

يتهامسن فانتبهت ونزلت

وحين استدرت اخذت افكر

من هذة الحورية؟ ولماذا حملتني وعبرت بي؟

ترى كيف اقدم لها شكري؟

وأي عبارة سأقول لا،، لا

سأنشدها بيتين من الشعر الأن،....

 وتلفت فلم أجدها لا هي ولا صويحباتها

فأمسكت برأسي خشية الدوار

(يا الله)

وقد سمعت هاتفا يقول :-

(أما أدركت من هذة؟

أليست هذة التي أحببت فى الدنيا؟

ورجوت لها السعادة والهناء عندما استحال هذا الحب الي مبادئ سامية.


هذة التي ما نعمت بها في الدنيا فلتنعم بها هنا

هذة.................وزعقت بصوت عال أهي.... هي

يا إلهي

وقد رحت اهرول صائحا

انتظري،، انتظري

اتعبتني فى الدنيا فانتظري

(نحن هنا فى الأخرة)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خايف أهمس للقمر نص عامية للشاعر عبدالرحمن محمد

لا أدري نص للشاعر عبدالرحمن محمد

حين قررت الرحيل نص للمبدع هشام كمال