شلل برئ للكاتب عبد الستار الخديمي

 **شللٌ بريءٌ**

المسافةُ بيني وبين نفسي تتمدّدْ

حوار أصمّ قُطعت أذناهْ

ككلاب الرعي مكلّف بمهمّهْ

هرسلتي على ما يبدو 

وكتم الصوت وتحجيم مداهْ

ما هذا البياضُ المغبرُّ في عينيكِ.. رباهْ

والريحُ تعوي في الفضاء الممتدّ بين أضلعي

زخمُ الدقّات المرتجفةِ يتردّدْ

خواءٌ يمنع الخصبَ عنّي

وعاهاتي بحجم الفراغ تتكوّر .. تتعدّدْ

قلت للمساء وهو يتهيّأْ لارتداء الليلْ

لا تتعجّلْ وشاركني ما تبقى من المأدبهْ

بقايا الخردة من حولي تتجدّدْ

تُزهر ورودا عبقة في شراييني

وانقطع فجأة الحنينْ

ولملم المذياعُ المنسيُّ نفسه وتكلّمْ:

الساعة منتصف الليل.. موعد الأخبارْ

الحروب لا تتوقّف.. تستعر جذوتها في كلّ الأقطارْ

الأمم المتّحدة تعقد اجتماعا طارئا يقوده التجّارْ 

نبحث عن مقابر.. لم تعد الأرض تحتملْ

لندفن موتانا في المريخ أو زحلْ

لا داعي للنحيب فالحياة تشيَّأَتْ وتباع بمقدارْ

العلم كافر.. يقسّط الأعمارْ

مددتُ يدي أتلمّس الجدارْ 

لعلّه سافر هو الآخرْ 

يبحث عن ملجأ في إحدى بلدان اللجوءْ

لم أنْسَ موعدي المُؤجّلْ

نصبتُ الشفاه على الطاولات تتأمّلْ

ولكنّ الرؤوس تشتعل شموعا تتبخّرْ

كما الألسنة المعقودة خرساء لا تتكلّمْ

اختلطت الأرجل في رقصة شبقيهْ

والأمور لم تعد كما كانت .. تتعقّدْ

في خضمّ هذه الفوضى

يبتسم درويش 

مجلّلا بالبياض الملائكيّ 

يغنّي "كنّا وراء الباب اثنين"

يا درويش .. يا معلّمي 

رحل الباب وبقينا في العراءْ

نفترش عشب الأرض ونلتحف بالسماءْ

يا معلّمي.. لازلنا يتامى غرباءْ

وننتظر نبوءتك تعمّ المساءْ

قبل أن يهاجمنا نيزك مضلّلٌ مرتدْ

تُطوى الأيامُ بلا طعم ولا عَدْ

الشجيرات التي زُرعتْ في العتمة

أضحتْ تنمو في الدمار وتمتدْ

سجنونا في هواتفنا

وأجبرونا على النظر إلى الأسفلْ

وخلقوا جيلا مأزومْ 

سنكسرها عنادا وننطلقْ

بقلمي: عبدالستارالخديمي// تونس


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لا أدري نص للشاعر عبدالرحمن محمد

سأبدأ بوصفك نص للشاعر عبد الرحمن محمد

خايف أهمس للقمر نص عامية للشاعر عبدالرحمن محمد